في الأسابيع الأولى من حياة الطفل، تجدين نفسك
عزيزتي الأم تائهة، حائرة أمام ذلك الكائن الضعيف الذي تخشين إيذاءه بدون
قصد. وهناك الكثير من الأمور التي لا تعرفين كيف تتصرفين معها أو فيها.
وهنا
إجابة عن بعض أسئلة الأمهات الحائرات، الخاصة بهذه الفترة الحرجة من عمر
الطفل.
هل من الضروري لف جسم الطفل الوليد بحزام يمتد من البطن إلى أسفل
القدمين؟
هناك اعتقاد خاطئ بأن لف الطفل بهذا الشكل يحميه من أي أذى قد
يصيبه أثناء حمله ووضعه، كما أنه يقلل من التقوس الحادث في الساقين.
والحقيقة
أن لف الطفل بهذا الشكل يسبب له الضيق، ويحد من حركته وحركة قفصه الصدري،
ويعوق تنفسه. كما أن التقوس في الساقين الذي تخشاه الأم سيزول مع مرور
الوقت، وبدون حاجة لمثل هذا الرباط الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
لماذا
يبكي الطفل ويصرخ بشدة بعد الولادة؟
بعد الولادة بوقت قصير، يدرك الطفل
أن العالم الذي جاء إليه مختلف عن البيئة الناعمة المريحة التي تعود عليها
وهو في رحم أمه.
كما أنه بعيد كل البعد عن الجو اللطيف الذي عاش فيه
محاطاً بدفء الأم وحنانها. وبدلاً من ذلك يجد ملابس جديدة وبرودة وأضواء
تخطف الأبصار وأصواتاً عالية، وسريراً يشبه الصندوق البارد.
وكل هذا
غريب عليه، ويستغرق اعتياده عليه بعض الوقت.
ما هي درجة الحرارة
المناسبة للطفل الوليد؟
درجة الحرارة التي تناسب الوليد هي نفسها التي
تناسب الأم، لكن، مع تأكيد أن الوليد لا يستطيع أن يحافظ على توازنه
الحراري في الأسابيع الأولى. فهو يبرد بسرعة إذا تعرض لدرجة حرارة منخفضة،
وترتفع حرارته بسرعة إذا تعرض لدرجة حرارة مرتفعة.
وفي سبيل راحته تجب
مراعاة التخفيف أو الزيادة من ثيابه وفقاً للظروف الجوية.
متى يجب أن
تبدأ الأم في إرضاع طفلها بعد الولادة؟
يجب أن ترتاح الأم بعد الولادة
عدة ساعات، قد تصل إلى يوم كامل، وذلك حتى تستعيد قواها الطبيعية، وتستطيع
أن تعتني بوليدها، ويجب أن تتم محاولة الإرضاع من الثدي في أقرب فرصة ممكنة
حتى تتم الاستشارة لعملية الرضاعة وتحريض إفراز الهرمونات المسؤولة عن
إفراز الحليب.
متى يجب أن يتبرز ويتبول الوليد؟
يبول الوليد عادة
خلال عملية الولادة أو بعدها مباشرة بيوم أو اثنين على الأكثر. فإذا مضى
على الطفل 48 ساعة دون أن يتبول بالرغم من تزويده بالسوائل اللازمة، فعلى
الأم مراجعة الطبيب وفحص الطفل.
أما عن التبرز فهو يتم خلال الـ 48 ساعة
الأولى من عمر الطفل وقد يتأخر إلى اليوم الثاني، وهذا يحدث نادراً.
هل
يعني البراز الأسود للطفل بعد الولادة مباشرة أو مصاحبة البول بقع حمراء
أنه يعاني من مشكلة ما؟
لا على الإطلاق فهذه البقع الحمراء التي تلاحظها
الأم في حفاض الطفل، التي تصاحب التبول، هي في الغالب ناتجة عن ترسب
بلورات حمض البول التي تخرج البول، وتعطي هذا اللون، وتزول هذه الظاهرة بعد
فترة قصيرة، خاصة عند تناول الطفل كميات كافية من السوائل.
أما عن براز
الطفل الأولي، فهو يكون على شكل مادة لزجة خضراء مسودة قاتمة اللون، ويخف
هذا اللون الغامق في نهاية الأسبوع الأول من العمر، ويتبرز الطفل عادة من
أربع إلى خمس مرات يومياً، وعادة ما يكون التبرز مرتبطاً بتناول الطفل
الرضعة.
ما هي الطريقة الصحيحة للاعتناء بالسرة؟
كثير من الأمهات
يخشين الاقتراب من منطقة السرة حيث يكون شكلها غريباً وغير مقبول. والمطلوب
من الأم مراعاة نظافة هذه المنطقة، وذلك بمسحها بالكحول أو المطهرات ثلاث
مرات يومياً، وتركها إلى أن تسقط من تلقاء نفسها. ويكون ذلك بعد مرور بين
سبعة وعشرة أيام تقريبا على الوضع.
ولا تقلقي إذا وجدت إفرازات أو قليل
من الاحمرار أو خروج قليل من الدم من هذه المنطقة، فهو أمر طبيعي سرعان ما
يخف ويزول.
ويراعى تحميم الطفل خلال هذه الفترة بواسطة
نجة خاصة مع
تجنب استعمال الماء والصابون في منطقة السرة.
متى يكون الحمام الأول
للوليد؟
إن الحمام بالنسبة للطفل شئ ضروري ومنشط ومنعش، وهو يقوي
الروابط والمشاعر العاطفية بين الأم ووليدها، وذلك من خلال ملامسة الأم
طفلها ونظراتها ومداعباتها له أثناء الحمام.
في الحمام الأول يقتصر
الأمر على استعمال منشفة ناعمة لمسح جسم الوليد بالماء والصابون بخفة ولطف.
وبعد
أن يسقط الحبل السري تقوم الأم بتحميم الطفل بالماء والصابون في حوض صغير
لا تزيد درجة حرارة الماء فيه على 37 درجة مئوية، بحيث تكون قد جهزت كل
ملابس الطفل واحتفظت بها قريبة من مكان الحمام. ويكون موعد الحمام في
الصباح والمساء قبل أن ينام الطفل. ويفضل أن يكون قبل الرضاعة تجنباً
لاستفراغ الطفل أثناء تحميمه، إذا كان الحمام بعد الرضاعة.
ولا يستحسن
غسل وجه الطفل بالماء والصابون إلا بعد مرور الأشهر الثلاثة الأولى من
عمره، وما على الأم إلا أن تقوم بمسح العينين والفم والأذنين من الأسفل إلى
الأعلى باتجاه العين، ومن الخلف فقط، بواسطة حبات من القطن النظيف المبلل
بالماء.
وبعد الحمام يجب أن يتم تنشيف الطفل جيداً من الماء لكن بلطف
وبدون تدليك، منعاً لحدوث الالتهابات الناتجة عن بقايا الماء أو التدليك
بشدة.
ويفضل وجود شخص آخر لمساعدة الأم خاصة في الأسابيع الأولى من عمر
الطفل.
ماذا عن الاصفرار الذي يظهر على جسم الطفل وبياض عينيه في
الأسابيع الأولى من عمره؟
هذا الاصفرار شئ طبيعي جداً، ولا يدعو إلى
القلق، فمعظم حالات الصفراء بعد الولادة مباشرة تكون فسيولوجية، والسبب
فيها أنه وفي خلال فترة الحمل يأخذ جسم الجنين الأوكسجين اللازم من دم
الأم، لذلك فهو يحتاج إلى عدد كبير من كريات الدم الحمراء، وبعد الولادة
بيوم أو اثنين فإن هذا العدد ينخفض إلى المعدل الطبيعي، ويتم تكسير كل
الكريات الحمراء الزائدة، وكل هذه الكريات الحمراء التي يتم تكسيرها ينتج
عنها جزيء جديد يتم تخزينه في الطحال والكبد لعمل كريات دم حمراء جديدة،
والباقي هو المادة الصفراء تسير في الدم إلى الكبد لتتم معالجتها وتخزينها
في الحويصلة المرارية، لكن، لأن الكبد يكون في أوائل أيامه، لا يستطيع
التعامل مع كل هذا الكم من المادة الصفراء، فتسير في الدم ويظهر اللون
الأصفر في الجلد وبياض العينين.
وأحياناً، يتم تكسير الكريات الحمراء
بسبب وجود جزيئات من الأجسام المضادة، وذلك إذا اختلفت فصيلتا دم الأم
والأب.
وفي كل الأحوال فإن من الضروري أن يعرض الطفل الذي يعاني من
اصفرار على الطبيب حتى يحدد ما إذا كانت هذه الصفراء فسيولوجية أم مرضية،
فيعالجها بالشكل السليم الذي يضمن عدم الإضرار بالجهاز العصبي.
ما هي
أنسب الأوقات لختان الأولاد؟
ليس هناك وقت معين للختان، ولكن من المفضل
أن تتم هذه العملية إما في الأسبوع الأول من عمر الطفل مع مراعاة التأكد من
أن الطفل قد اكتسب موانع النزيف من أمه قبل الولادة، أو أن تتم بعد
الأسبوع الرابع حيث يكون الطفل قد بدأ في تكوين موانع النزيف الخاصة به،
ولا يفضل الانتظار إلى ما بعد الشهر الثالث حيث تصحب عملية الختان الآلام
وتحتاج إلى استعمال التخدير.
كم ساعة يجب أن ينام الطفل الرضيع. وما
أفضل وقت لنومه؟
إن الطفل الوليد يقضي معظم وقته نائماً، وتصل ساعات
النوم عنده إلى 20 ساعة في اليوم، وذلك في الأيام الأولى له، وتقل فترات
النوم تدريجياً كلما تقدم الطفل في العمر، وتعاني الأم في الأسابيع الأولى
من عمر الوليد من مشكلة عدم انتظام مواعيد نومه واستيقاظه، وعدم تمييزه
الليل والنهار، وهذا أمر طبيعي لا يطول كثيراً حتى يتأقلم الوليد مع الحياة
الجديدة بمساعدة من الأم التي تعوده العادات السليمة في النوم.
أما
بالنسبة لأفضل طريقة لنوم الطفل فيفضل أن يكون على بطنه دون أي وسادة،
وتساعده هذه الطريقة على التخلص من الغازات في بطنه، كما أنها تحميه من
احتمالات الاختناق في حالة التقيؤ حيث تدخل مادة القيء الرئتين في حالات
النوم على الظهر.